اليوم الثاني من رمضان
حادثة الكساء

 

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159

+++++++++++++

فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ{61}..سورة آل عمران

++++++++++

تفسير الجلالين:

 (فمن حاجك) جادلك من النصارى (فيه من بعد ما جاءك من العلم) بأمره (فقل) لهم (تعالَوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فنجمعهم (ثم نبتهل) نتضرع في الدعاء (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) بأن نقول: اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك فقال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم: إذا دعوت فأمِّنوا فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية رواه أبو نُعيم ، وعن ابن عباس قال: لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ، وروي: لو خرجوا لاحترقوا

التفسير الميسر:فمَن جادلك -أيها الرسول- في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام, فقل لهم: تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم, ونساءنا ونساءكم, وأنفسنا وأنفسكم, ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم, المصرِّين على عنادهم.

+++++++++++++++++++++++++++

هي آية في غاية الأهمية و إخفاءها هو إخفاء للحق..لنلاحظ كيف التفسير الميسر أخفى  عن عمد من هم أهل الكساء!!!

لنناقش بعقلانية…فمن لم يطلع على الحادثة سيعتقد عندما يذكر القرآن الكريم:فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ…بأنّ رسول الله سيدعو فاطمة فهي ابنته..و لكنه دعا الحسن و الحسين عليهما السلام و هذا يقطع الحجة على من لا يشملهما في الآية الكريمة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33..حيث يقول البعض أنّ الحفيد من البنت ليس من العائلة / و حجيتهم كما يدعون أنه هكذا أعتادت العرب!!؟ و يتناسون حادثة الكساء/

و لنكمل الآية الكريمة :ونساءنا ونساءكم…من لا يعرف الحادثة سيعتقد أنّ الرسول-ص- سيجلب زوجاته..لكنه جلب فاطمة-ع- و لم يدخل زوجاته في نساءه ضمن حادثة الكساء

و لنكمل الآية الكريمة:وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ..من لا يعرف الحادثة سيعتقد أن الرسول -ص- هو من سيكون ضمن المجموعة ممثلاً عن نفسه لكنه أختار علياً -ع- السلام كممثل عنه/كنفسه/ و كأني أسمع صدى هذا الموقف في جملة/من كنت مولاه فعلي مولاه/…و المولى أنا أفهمها المرشد الروحي و المثل الأعلى بعد رسول الله-ص-

و أضيف:الآية تذكر أمر واقع لا محالة و أقصد الطهر (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }

و الدليل على قولنا الآية الكريمة:

 

{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40

 

و إذا علمنا أنّ الطهر حاصل و نظرنا للآية الكريمة {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }الواقعة79..و التي كما شرحنا سابقاً تعني علم بواطن القرآن الكريم..علمنا من هم المطهرون و علمنا من يستطيع شرح علوم و بواطن القرآن الكريم

+++++++++++++

لنرى الآية الكريمة:

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

تفسير الجلالين:

(وقرن) بكسر الكاف وفتحها (في بيوتكن) من القرار وأصله أقررن بكسر الراء وفتحها من قررت بفتح الراء وكسرها نقلت حركة الراء إلى القاف وحذفت مع همزة الوصل (ولا تبرجن) بترك إحدى التاءين من أصله (تبرج الجاهلية الأولى) أي ما قبل الإسلام من إظهار النساء محاسنهن للرجال والإظهار بعد الإسلام مذكور في آية ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الإثم يا (أهل البيت) نساء النبي صلى الله عليه وسلم (ويطهركم) منه (تطهيرا)

 

التفسير الميسر:

والْزَمْنَ بيوتكن, ولا تخرجن منها إلا لحاجة, ولا تُظهرن محاسنكن, كما كان يفعل نساء الجاهلية الأولى في الأزمنة السابقة على الإسلام, وهو خطاب للنساء المؤمنات في كل عصر. وأدِّين – يا نساء النبي- الصلاة كاملة في أوقاتها, وأعطين الزكاة كما شرع الله, وأطعن الله ورسوله في أمرهما ونهيهما, إنما أوصاكن الله بهذا؛ ليزكيكنَّ, ويبعد عنكنَّ الأذى والسوء والشر يا أهل بيت النبي -ومنهم زوجاته وذريته عليه الصلاة والسلام-, ويطهِّر نفوسكم غاية الطهارة.

++++++++++

لونظرنا للآية الكريمة عندما تتحدث عن زوجات النبي تستخدم نون النسوة/بيوتكن–تبرجن–أقمن–أتين–أطعن/ و لكن عندما تحدث عن أهل البيت أستخدم جمع المذكر/يطهركم و لم يقل يطهركن/..و نحن دوماً نقول أن القرآن يفسر بعضه بعضاً فإذا نظرنا لحادثة الكساء و الآية التي تذكرها و نظرنا إلى طريقة صياغة / إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً / عرفنا من هم المقصودين بذلك دون لبث

 

و قد تفيد هاتين الآيتين الكريمتين في زيادة التبيان:

 {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً }الأحزاب30

{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32/أشترط إن أتقيتن…بخلاف الآية يطهركم تطهيرا/

++++++++++++++++++++
++++++++++++++++++++++
++++++++++++++++++
بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ

{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }المؤمنون70

 

د.عدنان عبود
===========

نقول أنّ معجزة محمد-ص- هي معجزة عقلية متمثلة بآيات القرآن الكريم فكل آية هي معجزة…و لو نظرنا لمعجزات الأنبياء و الرسل السابقين نراها معجزات بصرية من شفاء الأكمه و الأبرص و إحياء الموتى…..

ثم نناقض أنفسنا و نقول أنّ ما قبل الإسلام جاهلية..و كيف لمعجزة عقلية أن تنزل في قومٍ جاهلين..فكيف للجاهل أن يقّدر قيمة الفكر و العلم!!؟؟ علينا أن نعيد النظر بمصطلحات ألفناها و تعودنا عليها و تسللت لعقولنا في زمن اللاوعي

 

د.عدنان عبود

=======