اليوم الأول من رمضان
+++++++++++++++++++

~§§  الفاتحة(مكية)7  §§~

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}

====================

بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما دققت في كلمة الرحمن و الرحيم و قرأت التفاسير لهما و أغلبها لم يقنعني

–        فلا معنى لتكرار لكلمة واحدة و بهذا الكم  ..فالرحمن شيء و الرحيم شيء آخر

سأحاول أن اقول ما أريد ببساطة لكي لانضيع و بعدها أضيف ما وجدته في بعض التفاسير و هو يقارب ما أقول:

-نلاحظ أن كل آية تبدأ باسم الله ..و هذا يجب أن ينسحب على كل أعمالنا في الحياة…

-و نلاحظ مع كل مرة يذكر فيه لفظ الجلالة- الله -يرافقه دوماً صفتين و هي الرحمن الرحيم مما يدل على أنهما يمثلان أهم الصفات لله؟
-الرحمن: هي تشير إلى فعل الرحمة الذي يلازم كل فعل لله..فخلق الكون رحمة و خلق الإنسان رحمة و عدم وجود خلل في خلق الله سواء للكون أو للإنسان  رحمة—و خلق كل الكائنات و تأمين سبل معيشتها هو رحمة..و تيسير سبل الهدى للإنسان هو رحمة- لذا يطلق عليه الرحمن..فكلمة الرحمن تمثل إعتراف و شهادة بأن الله  لا ينجم عنه شيء إلا ويكون مغلف بالرحمة…
-الرحيم:هي ما بينك و بين الله حيث تعترف بحاجتك لرحمة الله لغفران ذنوبك  و تًقر بأن الله رحيم بك..و كما نعلم الرحمة لا تأتي إلا مع المقدرة و لا تأتي إلا مع العدل و لا تأتي إلا مع الحكمة  و لا تأتي إلا مع العلم و لا تأتي إلا مع……. و بالتالي بقولك هذا تشهد بحكمة و قدرة و عدل  و حكمة ربك…………….و الله المعين
د.عدنان عبود
============
هذا ما وجدته و أعجبني  و يقارب ما ذكرت

الوصفيْن متغايران تمام التغاير:

        -فالرحمن صفة ذاتية هي مبدأ الرحمة والإحسان

        – والرحيم صفة فعل تدل على وصول الرحمة والإحسان وتعدّيهما إلى المنعم عليه.
 ويدلّ على هذا أنَّ الرحمن لم تذكر في القرآن إلاَّ مجرًى عليها الصفات كما هو شأن أسماء الذات: [ قُلِ ادْعُواْ اللّه أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ] [الإسراء:110] [ لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ] [الزخرف:33] [ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـنِ وَلَداً] [مريم:91] [ إنِّى أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ] [مريم:45] [ الرَّحْمَـنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ] [الرحمن:1ـ2] [ الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[ [طه:5] وهكذا

 

أمّا [ الرَّحِيمِ] فقد كثر استعمالها وصفاً فعلياً، وجاءت بأسلوب التعدية والتعلق بالمنعم عليه: [إِنَّ اللّه بِالنّاس لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ] [البقرة:143] [وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً] [الأحزاب:43] [وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ] [يونس:107]، كما جاءت الرحمة كثيراً على هذا الأسلوب: [ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ] [الأعراف:156] [ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ] [الكهف:16]، ولم يُرَ في القرآن تعبير ما برحمانية اللّه[2].

 

وقد نستطيع التعبير عن هذا  بأنَّ كلمة [الرَّحْمَـنِ] هي صفته في ذاته، بينما [الرَّحِيمِ] تمثّل صفته في حركة الرحمة في خلقه. ولعلّ هذا هو المتبادر للذهن من موارد استعمالها؛ واللّه العالم

===============

القرآن يفسر بعضه بعضاً…..

 

اهدنا الصّراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين(الفاتحة 6-7)

=========

الآية الكريمة التالية تفسر معنى الضالين:

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

(الكهف 103-104)

===========================

ماذا فسر بعض الجهابذة كلمة الضالين؟ اعتبروا أن المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى!!!!!و لا تعلم من أين جاؤوا بهذا التفسير الذي ما أنزل الله به من سلطان….

+++++++++++

الضال هو من طلب الحق و ضل طريقة أي حسن النية سيء الفعل……أما المغضوب عليه فهو من علِم الحق و لكن أتبع أهواءه..أي سيء النية و الفعل…أما من هو على الصراط المستقيم فهو من حسنت نيته و فعله….

ملاحظة أخيرة : تردادك اليومي لسورة الفاتحة في كل الصلوات يعني أنك تردد(اهدنا الصّراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين)…فالمؤمن الحق هو الذي يعيد كل يوم تفكيره بما تكون عنده من معتقدات لكي لا يكون من الضالين….و هو أبعد ما يكون عن الجمود العقائدي و عدم مراجعة ما يعتقد به بشكل يومي…

============================

ربنا اهدنا الصراط المستقيم..

د.عدنان عبود

==========

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5}

++++++++++

فقولك الحمد لله رب العالمين هو إقرارك بعبوديتك لربّ واحد خالق كل شيء و هو شكر لله الواحد الفرد الصمد على كل شي…ء فهو/الرحمن الرحيم/ اللطيف الذي تتصف كل اعماله في الكون بالرحمة و الذي هو غافر لخطايانا و رحيمٌ بنا….و الذي هو لا شريك له/مالك يوم الدين/ فلا احد يشاركه الملك…و هو إقرار بوجود قيامة و يوم حساب

إياك نعبد و إياك نستعبن: هو تأكيد على عدم الشرك و العبادة لله وحده فقط ..و نستعين: لا مفر من الله إلّا الله..فبه نستعين على العبادة و به نستعين على الهداية و به نستعين على العمل الصالح و به نستعين على الصبر و الأذى…و منه فقط نطلب المساعدة و الرحمة و المغفرة و الشفاعة و ليس من غير الله

مما تقدم من شرح في هذا المنشور و المنشورات السابقة نجد أن: الفاتحة هي بحق مختصر و ملخص لدستور المسلمين من فهمها و استوعبها و عمل بها…كان على الصراط المستقيم

 

د.عدنان عبود

سورة البقرة/1/
++++++++
الم{1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5}

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ: و لم يقل هدى للعالمين..فهو فيه هداية للمتقين.
*و هذا يجعلنا نعلم أن إظهارنا للحق لا يعني أنّ الجميع سيتبعونه فلا نبخع أنفسنا و نلومها و لا أن نحمل سيفاً و نقتل كل من لم يتبع الحق……..
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً }الإسراء89

 

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56

 

{1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ{3} إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ{4} الشعراء


*و هذا يؤكد أيضاً  على أن  المواظبة على تكرار قراءة القرآن من قبل المؤمنين مهمة جداً… فالقرآن مؤلف من كلمات محدودة لكنّ إشراقاته لا تنتهي و في كل قراءة و تدبر ستكتشف المزيد مما كان خافياً عنك….
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45  و أحد إشراقات كلمة الذكر في هذه الاية الكريمة هي: القرآن= الذكر

 

ما هي صفات الممتقين؟
1- الذين يؤمنون بالغيب : لذا شعار الإسلام الله أكبر ..أكبر من كل تصور و تخيل و معرفة..و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا..صحيح أنّه علينا أن نعمل العقل في كل شيء  و لكن علينا أن نعلم  أنّه بالعقل نعلم أنّ هناك ما يغيب عن إدراكنا العقلي و الحسي لكنه موجود و عدم إدراكه ناجم عن محدودية العقل البشري و حواسنا..فالله يرى بالبصيرة لا البصر..
2-يقيمون الصلاة: الصلاة صلة بينك و بين الله تجعل الله حاضراً في قلبك و تحميك من الزلل و الشطط  و إذا ما وقعت فيهما تكون بمثابة الماء الذي يطّهر الجسد من الأدران…ألا بذكر الله تطمئن القلوب
3-و مما رزقناهم ينفقون
4-الإيمان بكل الأنبياء و الرسل… من آدم عليه السلام و حتى محمد –ص-
5-الإيمان بالآخرة و بوجود يوم حساب

د.عدنان عبود
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

انشغل المسلمون بالدفاع عن مشايخهم و مذاهبهم و رواياتهم و فقههم…… و بالهجوم على الأغيار…و أورثوا عداواتهم لإبنائهم…..و هجروا القرآن الكريم ..كلام الله…..

 

د.عدنان عبود

===============

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45

 

وَإِذَا ذُكِرَ الإسلام وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ مِن دُونِهِ من المذاهب إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ

 

د.عدنان عبود

================

نحو فهمٍ أفضل للقرآن…

لنقرآ الآيات الكريمة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

++++++++++++++++++

(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )

المعنى السائد هو (من لا يطيقون الصيام فقط هم الذين لهم رخصة الفطر ودفع الفدية).

لو بحثت في العربية لن تجد تفسيراً يبرر هذا الإستخدام في العربية و أقصد بأن نفسر يطيقونه بمعنى لا يطيقونه؟!! إذاُ كيف يمكننا تفسير الآية؟

لننظر للآية الكريمة(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) (البقرة 286 ).فكيف لله تعالى أن يفرض الصيام على من لا يستطيع و يفرض عليه دفع فدية لعدم تمكنه من ذلك؟؟….لذلك أقول أرى أن المقصود بالآية الكريمة هو من يستطيع جسدياُ تحمل مشقة الصيام (يطيفونه) و لكن طبيعة عمله الخاصة أو وضعه الخاص يجعل من الصيام عملاً شاقاً مثال ذلك الفلاحون و العمال الذين يعملون أعمال شاقة أو طلاب الشهادات أو الجنود المحاربون….هؤلاء يرخص لهم الإفطار و دفع الفدية و لكن من يصوم يكون أفضل له (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) أما من لا يستطيع تحمل مشقة الصوم جسدياً  فلا فدية عليه لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها و إن تصدق فهو خيراً له… و الله من وراء القصد

د.عدنان عبود

س: و كيف نفهم ” فعدة من أيام أخر ” و علاقتها بقضاء أيام اﻻفطار بالنسبة للمريض او المسافر المشروطة بعدم انقضاء رمضان للسنة التالية واﻻ وجبت الكفارة ؟

ج:من الواضح المقصود بالمرض غير المزمن أي المرض لأيام و السفر لأيام..و من الطبيعي ان يسدد المديون دينه قبل إنتهاء العام و أفضل السداد هو مقابل و مثيل ما اخذت أي الصيام فإن لم تستطع فينطبق عليك قاعدة و على الذين يطيقونه..

=======================

} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ{7} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ{8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ{13}

—-===============

سورة البقرة-متابعة للشرح-

} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ{7}…البقرة

المخاطب بهذه الآية هو الرسول أو المؤمنين الذين ينبرون لنشر دين الله و لكن يتفاجئون برفض كل الحجج و البراهين الساطعة من قبل الكافرين و كأن الله ختم على قلوبهم وسمعهم و أبصارهم ..و الهدف التخفيف من حال الضيق و الإحباط الذي قد يصاب به المؤمن من هكذا موقف

…البعض يتخذ من قوله تعالى ختم الله على قلوبهم.. ليقول :إنّ الله حرمهم الهداية و بالتالي هؤلاء مسيرون لا مخيرون و غير مسؤولين عن أفعالهم..و هنا أقول القرآن آياته مصابيح متشابكة كل آية فيه تنيرها آيات عديدة من القرآن و لا يجوز إقتطاع أي آية من سياق السورة و من سياق القرآن ككل فالقران آياته تفسّر بعضها بعضاً..

و نحن هنا نقول أن الإسلام يقوم على مبدأ أنّ كل شيء في الكون يجري بمشيئة الله و لا يوجد عمل يمكن أن يكون خارج هذه المشيئة فإيمانك بمشيئة الله و كفرك لولا تخييرك و سماح الله لك بالكفر لما كنت قادراً على الكفر

لننظر الآية الكريمة:

{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17….فمن المفهوم الإسلامي لمشيئة الله نستطيع أن نفهم الآية الكريمة فالبرغم من رماية المسلمين و قتلهم لأعدائهم لكن الله تعالى نسب الرمي و القتل له …لإنه لولا مشيئته وسماحه للمسلمين بذلك لما كان تمّ الفعل……

َلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً{24} الكهف

ولننظر للآيات الكريمة التالية التي تبين أيضاً تخيير الهي للإنسان:

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}الشمس

و كذلك هذه الآية الكريمة(وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)145 عمران

 

د.عدنان عبود