آخر يوم من شعبان
+++++++++++++
في رمضان…في كل عام…أعيد قراءة القرآن تفكراً و تدبيراً..و في كل عام أكتشف المزيد و المزيد من الحكم و المعرفة…..في حين أنني لم أقرأ يوماً في كتب المسلمين إلا و أكتشفت ثغرات تتسع و تتسع عند التمعن بها…..الحمد لله أنني عرفت الإسلام من  كتاب الله لا من كتب المسلمين……مع إطلالة شهر رمضان..أدعوا الله أن يكون شهر رحمة و تسامح و محبة بين الجميع و أن يكون شهر قراءة القرآن للمسلمين  و التفكر به و تدبره… و شهراً نشُدُّ فيه على البطون جوعاً لا تخمة و شهراً نبتعد فيه عن المسلسلات لا أن نغرق صيامنا في المسلسلات….هو شهر التأمل و التفكر و العبادة و وصل الصلة بمن يحيطكم فلا تضيعوه….تقبل الله  أعمالكم و أدخلنا و أياكم جنان الخلد

 

كل عام و أنتم بخير

كل عام و أنتم بخير

د.عدنان عبود

==========================

د.عدنان عبود
من خطبة الرسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك

 

« أيّها الناسُ قد أقبلَ اليكم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرّحمةِ والمغفرةِ، شهرٌ هو عندَ اللهِ أفضلُ الشّهورِ، وأيامُهُ أفضلُ الأيامِ، ولياليهِ أفضلُ اللّيالي، وساعاتُه أفضلُ الساعاتِ، وهو شهرٌ دعيتُم فيه الى ضيافةِ اللهِ، وجعلتُم فيهِ من أهلِ كرامةِ اللهِ، أنفاسُكُم فيهِ تسبيحٌ، ونومُكم فيهِ عبادةٌ، وعملكُم فيه مقبولٌ، ودعاؤُكم فيه مستجابٌ، فاسْألوا اللهَ ربَّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقَكُم لصيامِهِ وتلاوةِ كتابهِ، فانّ الشقيَّ من حُرِمَ غُفرانَ اللهِ في هذا الشهرِ العظيمِ، واذكروا بجوعِكُم وعَطَشِكُم فيه جوعَ يومِ القيامةِ وعَطَشَه، وتصدّقوا على فقرائِكم ومساكينِكم، وغضُّوا عمّا لا يحلُّ النّظرُ إليهِ أبصارَكم، وعمّا لا يحلُّ الإستماعُ إليه أسماعَكم، وتحنَّنوا على أيتامِ النّاسِ يُتحنّنْ على أيتامِكم، وتوبوا إلى اللهِ من ذنوبِكم، وارفعوا أيديَكم بالدعاءِ في أوقاتِ صلاتِكم، فانّها أفضلُ الساعاتِ، ينظرُ اللهُ عزّ وجلّ فيها بالرحمةِ إلى عبادِهِ، يجيبُهم إذا ناجوْه، ويلبِّيهم إذا نادَوْه، ويعطيهِم إذا سألُوه، ويستجيبُ لهم إذا دعوْه.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183

==============================
سنّة الله 

عندما نقول سنّة أو سنن الله… فإننا نقصد النواميس او القوانين العلمية التي وضعها الله لتسيير ما خلق من سموات و أرض و كائنات بدقة متناهية…. فالله هو العقل الكامل و هو العلم الكامل..بديع السموات و الأرض..

عندما نقول أن (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر.) هي سنّة الله في الأرض التي لا تبديل لها. … ..هذا يعني أن هذه العبارة هي قانون لكل المجتمعات و الإخلال بهذا القانون سيؤدي لفساد المجتمع الذي يخرقه…..فلو كنا في مجتمع يقتل فيه المؤمنين لإيمانهم و يمنعهم من التعبد ..فهذا مجتمع يكون قد أخلّ بأحد سنن صلاح المجتمع و سينتشر الفساد فيه و هذا سينعكس عدم أمن و أمان و سعادة للفرد في هذا المجتمع

…كذلك إن كنا في مجتمع يقتل الكافر و لا يحاول قتل الكفر بالفكر و الحوار و الموعظة الحسنة ..فهذا مجتمع سيتحول لمجتمع فاسد و ستغرق الشوارع بالدماء …..و جزء مما يحدث في منطقتنا الآن هو نتيجة للإخلال بهذه السنّة

 

د.عدنان عبود

===========

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107….

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21….

+++++++++++++++++++

 

محمد-ص- كان رحمة للعالمين….المؤمن الحق الذي يتأسّى برسول الله-ص- هو أيضاً رحمة للعالمين….مظهره يجب أن  يُظهر  نعمة الله في خلقه…حديثه مُعطّر بطيب الكلام..نبرة صوته الهادئة تعطيك الطمأنينة..يعمل على إعمار الأرض و إعمار القلوب و بث الرحمة و الحكمة و المحبة..ظاهره كباطنه..يؤلف لا يباعد بين  القلوب..أعماله خير داعٍ لأفكاره.. لا إنفصال بين القول و العمل..لا يوجد في قلبه كِبَر أو غل أو حقد على أحد…عادل حتى مع نفسه و عدوه……………..فهو كالنسمة العطرة  أينما حلّت تُنعش و تُحيي لا تُميت…

 

د.عدنان عبود

===========

د.عدنان عبود

الدعوة لله- –

 

=========

 

الدعوة لله فرض عين على كل مواطن كما هي الصلاة و الزكاة…و هي ليست

 

 

 

فرض كفاية…و بعكس ما يروج بعض الدعاة بأنها خاصة بطبقة

 

 

 

معينة…و الدعوة تكون كلٌ بحسب إستطاعته المعرفية ..و ما يتوفر له

 

 

 

من وقت…. /لا يكلف الله نفسا ً إلا وسعها/…و الدعوة تكون تحت

 

 

 

شعار/فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر./..لا إكراه في الدين../{ادْعُ إِلِى

 

 

 

سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ

 

 

 

أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125…

 

 

 

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99

 

 

 

و أهم ركن في الدعوة …هي أعمالك…يجب أن تكون أعمالك الحسنة

 

 

 

و الطيبة خير داعٍ لله

 

 

 

د.عدنان عبود

============

الدين واحد من آدم عليه السلام——–إلى محمد عليه الصلاة و السلام

 

الإسلام أعطى رؤية كلية عامة للدين… و عدد أسماء الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن 25 نبي..و ذكر أنّه هناك أنبياء آخرين لم يذكرهم..كلهم أعترف بهم الإسلام و ساوى بينهم في النبوة و مايز بينهم بأهمية الرسالة التي حملها كل منهم….و أطلق كلمة مسلم على كل من آمن بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…….

.{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }يونس90

{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67

..و مع ذلك يأتي بعض الجهلة و يعتقدون أنّ الإسلام قام من الفراغ و ينسى أنّ هولاء الأنبياء و الرسل جميعاً أقاموا ركائز الإسلام… و الإسلام المحمدي ما هو سوى اللمسات الأخيرة الذي أُنهي به  بناء بيت  الإسلام الإلهي …و ما أُتيت إلاّ لأتمم مكارم الإخلاق

د.عدنان عبود

 

=====================

د.عدنان عبود

التفقه بالدين؟

قلت سابقاً أنّ الإسلام لا يعترف بقداسة أو وساطة أحد مع الله و بالتالي لا يعترف بشيء اسمه كهنوت و رجال دين..و لكنه يحترم الإختصاص و يعترف بعلماء دين… البعض يضل الطريق و يعتبر أنه ليس بحاجة لعلماء دين ليشرحوا له…/ فالقرآن واضح و لا يحتاج لشرح و الدين بين و صريح/….

ببساطة أنت يمكنك أن تقرأ أي قصة لأي كاتب و تدخل عالمها..لكنك بالتأكيد عندما تقرأ نقد لهذه القصة من متخصص بالنقد سوف تكون لديك رؤية ذات أبعاد جديدة… فما بالك بالقرآن الكريم الذي لا تنتهي معانيه….

لنحتكم للقرآن الكريم…

هم يستشهدون بالقرآن الكريم على كون الله تعالى ذكر أنّ آياته قد فصلّت و بأنه فيه تبيان كل شيء:

{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3

{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89

عندما يريد أي باحث أن يؤلف كتاب علمي فمن الطبيعي أن يقوم بوضع مخطط للأبحاث التي سيناقشها و التي تشكل الهيكل العظمي لكتابه ثم يقوم بتفصيل و تبيان المواضيع لتتكامل أبحاثة و يتكامل الكتاب…و لكن تفصيل هذا الكتاب لا يعني عدم الحاجة لمختصين لفهم كامل معانيه..فالتفصيل هنا يدل على تكامل البناء القرآني و لا يدل على كون القرآن لا يحتاج لتفسير..

و نفس الأمر تعبير /وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ/ فهو يشير إلى كمال القرآن لا إلى كونه مشروحاً

و لننظر للآيات التي تشير إلى عمق معاني القرآن الكريم:

{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7

الآية الكريمة تشير إلى أنّ التأويل الكلي للقرآن الكريم لا يعلمه إلّا الله …أما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به كل من عند ربنا و ما يذكر إلا أولو الألباب

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ{76} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ{79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{80}…../الواقعة/

لا يمسه إلا المطهرون؟؟

كما قلت في منشور سابق …

نجد أنّ الجملة تشير إلى أنّ المعنى الباطن من القرآن الكريم لا يعلمه سوى المطهرون…

{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122

المفسرون فسروا كلمة ينفرو بأنها للقتال بينما الأصح أن نفسرها ينفروا لأعمالهم في الحياة..فالنفور للقتال هو أمر مؤقت بينما النفور للحياة هو دائم …فتصبح إحدى إشراقات الآية الكريمة أن نقول: أن يختص الناس في مختلف الإختصاصات في الحياة و من كل إختصاص/من كل فرقة منهم/ فئة /طائفة/ تتعمق و تتفقه في الدين /لِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ/

بالمناسبة لا أحد يستطيع أن يفسّر الآيات و القرآن و لكن نستطيع أن نقتبس إشراقات من الآيات..فالقرآن كلمات مغروسة في رحم الزمن تعطي و تزهر معاني جديدة مع تجدد الزمن..القرآن الكريم لوحة مفعمة بالألوان و كلما كنت قارئاً جيداً كلما أستطعت أن تقترب أكثر من فهم بعض خطوطها..و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا

د.عدنان عبود

=================

على المسلمين أن يعلموا….أنه لا نبي بعد رسول الله…و بالتالي كل كلام عن إجتهاد أي عالم مهما عظم علمه و غزرت معرفته و صلحت نيته.. هو إجتهاد سجين غرفة قضبانها الزمن الذي عاش فيه و سقفها المستوى المعرفي لعصره و أرضيتها مجبولة بالإنقسامات التي شقّت صفوف الأمة في عصره…لذا لا بد لنا من النظر في كل الأمور التي وصلتنا من الماضي و نحن مركزين عين على القرآن الذي لا يأتيه الباطل و عين على التطور المعرفي الذي صبغ عصرنا…

و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا

 

د.عدنان عبود

============

الصيام البدني يدخل الجسد في وهن… فيجعلك تعرف النعم التي يحيطك بها الله و التي بسبب الإعتياد لم تعد تشعر بها…و يجعلك تشعر بمن هو محروم من هذه النعم…

 

الصيام يجعلك وجهاً لوجه مع حقيقة أنّ صحتك زائلة مهما عمّرت.. و أن الحياة دار إرتحال نحو دار البقاء.حيث لكل مجتهدٍ محسنٍ نصيب…فتلين نفسك و تصبح اكثر قدرة على تلقي كلمات ربك…كلمات القرآن …

ليكن صيامنا صيام الجسد و النفس و إنطلاقة الروح نحو الكمال

 

د.عدنان عبود