Archive for 17 أفريل, 2011

جبران خليل جبران

جبران .. قلب شاعر ووجدان فنان

جبران خليل جبران أديب ورسام لبناني فاقت شهرته الأفاق وهو أحد

شعراء العصر الحديث، اسمه كاملاً جبران خليل جبران بن ميخائيل بن سعد من أحفاد يوسف جبران الباروني البشعلاني اللبناني، أحد الأدباء المتميزين في عصره كما عرف بعشقه للفن فقدم العديد من الكتب والعديد من الأعمال الفنية التي انضمت إلى موكب الأدب والفن بعد ذلك، فلقد عاش جبران حياته متنقلاً بين الأدب والفن فأبدع في الاثنان وحقق التميز.

ولد جبران في السادس من يناير عام 1883م بقرية بشرى بلبنان لأسرة متواضعة الحال، تلقى جبران مبادئ تعليمه الأولى على يد كاهن البلدة الذي شغف بذكاء جبران فراح يلقنه مبادئ القراءة والكتابة ثم عدد من العلوم الأخرى مثل التاريخ والآداب وغيرهم، ثم بعد ذلك ونظراً لعدد من الظروف التي تعرضت لها أسرة جبران قرروا الهجرة على إثرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد نيويورك في عام 1895م، ومنها إلى بوسطن.

جبران الأديب الفنان

وفي أمريكا التحق جبران بالمدرسة حيث واصل متابعة دروسه وبدأت ميول جبران نحو الرسم تظهر فبدأ في تعلمه على يد الرسام الشهير هولاند داي مما ساعده على صقل موهبته الفنية فزار العديد من المعارض واطلع على المدارس الفنية المختلفة ثم كون لنفسه أسلوب خاص به في النهاية، وقام ببيع العديد من رسوماته كأغلفة للكتب في دور النشر، ولقد تألق جبران وذاعت شهرته كرسام متميز.

ولم يلبث جبران أن عاد مرة أخري للبنان وذلك من أجل دراسة اللغة العربية وتحسين مستواه فيها، وقام بالالتحاق بمدرسة الحكمة حيث تلقى بها دروسه في اللغة العربية، وأثناء فترة تواجده ببيروت تعرف على يوسف الحويك وقاما معاً بإصدار مجلة المنارة فكانا يحررانها سوياً ويضع جبران رسومها.

تمكن جبران من التفوق في جميع دروسه التي تلقاها سواء في اللغة العربية أو الفرنسية كما نبغ في الشعر أيضاً فكانت رحلته إلى بيروت مثمرة للغاية، ثم عاد مرة أخري إلى الولايات المتحدة وعمل على إتقان اللغة الإنجليزية حتى تكون كتاباته وأشعاره أكثر انتشاراً، وبالفعل تمرن جبران على الكتابة باللغة الإنجليزية حتى تمكن منها، وقدم العديد من المؤلفات بهذه اللغة.

رحل جبران إلى باريس وذلك في عام 1908 من أجل دراسة الفن وبالفعل تمكن من الحصول على إجازة الفنون في التصوير، ثم عاد مرة أخرى إلي نيويورك والتي مكث بها حتى وفاته.

قام جبران بالتركيز في أعماله الأدبية والفنية بعد ذلك فقدم العديد من الأعمال الأدبية الرائعة والتي تجلت فيها موهبته وخياله وعمق تفكيره، كما قدم العديد من اللوحات المميزة ورسم الكثير من لوحات البورتريه لكثير من الشخصيات الشهيرة، وتم قبول لوحاته في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا.

عرف عن جبران علاقته الوطيدة بالأديبة اللبنانية الأصل أيضاً مي زيادة وذلك على الرغم من عدم حدوث أي لقاء مباشر بينهم فاستمرت المراسلات بينهم للعديد من السنوات حتى وفاة جبران في عام 1931م في إحدى المستشفيات بنيويورك على أثر مرضه الشديد بالسرطان، ثم تم نقل رفاته إلى مسقط رأسه بمنطقة بشرى بالبنان.

أعماله الأدبية

قدم جبران العديد من الأعمال الأدبية المتميزة منها الأرواح المتمردة، الأجنحة المتكسرة، دمعة وابتسامة، المواكب ولقد صدرت هذه الأعمال باللغة العربية، كما أصدر عدد أخر باللغة الإنجليزية منها المجنون، السابق، رمل وزبد، النبي، آلهة الأرض، التائه

من أشعاره

أَيّـهـا الـشَّـحرُورُ iiغَــرّد

فَـالـغِـنا ســـرُّ iiالــوُجـود

لَــيـتَـنـي مِــثــلـكَ iiحــــرٌ

مِـــن سُــجـونٍ iiوَقُــيـود

لَـيَـتـنـي مِـثـلـكُ iiرُوحـــاً

فـي فَـضا الـوَادي iiأَطير

أَشـــرَبُ الـنُّـورَ iiمُـدامـاً

فــي كُــؤوس مِـن iiأَثِـير

لَـيـتَـنـي مِـثـلـك iiطــهـراً

وَاِقــتِــنـاعـاً iiوَرضـــــى

مُـعـرِضاً عَـمّـا iiسَـيَـأتي

غــافِــلاً عَــمّـا iiمَــضـى

لَـيـتَـنـي مِــثـلُـكَ iiظــرفـاً

وَجَـــــمــــالاً iiوَبَـــــهــــا

تـبـسطُ الـرّيـح iiجَـنـاحي

كَــــي يُــوشِّـيـهِ الــنَّـدى

لَـيـتَـنـي مِــثـلُـكَ فِــكــراً

سـابِـحاً فَـوقَ iiالـهِضاب

أسـكـبُ الأَنـغـام iiعَـفـواً

بَــيـنَ غـــابٍ iiوَسَــحـاب

أَيُّــهـا الـشّـحرورُ iiغَــنِّ

وَاِصرف الأَشجان عَني

إِنَّ فــي صَـوتِـكَ iiصَـوتاً

نـافِـخـاً فـــي أُذن أُذنــي

ومن أشعاره أيضاً

يـا زَمـانَ الـحُبِّ قَـد وَلّـى الشَّباب

وَتَــوارى الـعُـمرُ كَـالظلِّ iiالـضَّئيل

وَامّحى الماضي كَسَطرٍ مِن كِتاب

خَـطَّهُ الـوَهمُ عَلى الطّرس iiالبَليل

وَغَــــدَت أَيّــامُـنـا قَــيــد الــعـذاب

فـــي وُجـــودٍ بِـالـمَـسَرّات بـخَـيـل

فَــالَّــذي نَـعـشَـقُـهُ يَــأسـاً قَــضـى

وَالَّــــــذي نَــطــلُـبُـه مَـــــلَّ iiوَراح

وَالَّـــذي حُـزنـاهُ بِـالأَمـسِ مَـضـى

مِــثـلَ حُــلـمٍ بَــيـنَ لَــيـلٍ وَصَـبـاح

يـا زَمـانَ الـحُبِّ هَـل يـغني iiالأَمَل

بِـخُـلودِ الـنَّفسِ عَـن ذكـرِ الـعُهود

هَل تَرى يَمحو الكَرى رَسم iiالقُبَل

عَـــن شِــفـاهٍ مَـلّـها وَردُ الـخُـدود

أَو يُــدانـيـنـا وَيُـنـسـيـنـا iiالــمَــلَـل

سَـكرَة الـوَصلِ وَأَشـواق الصُّدود

هَــل يـصـمّ الـمَـوتُ آذانــاً وَعَــت

أَنّـــة الـظُّـلـمِ وَأَنــغـام iiالـسّـكـون

هَـــل يُـغـشّي الـقَـبرُ أَجـفـاناً iiرَأَت

خـافـيات الـقَبر وَالـسرّ iiالـمَصُون

كَــم شَـرِبـنا مِـن كُـؤوس سَـطَعت

فــي يَــدِ الـسّـاقي كَـنـورِ iiالـقَـبَس

وَرَشَــفـنـا مِــــن شِــفـاهٍ جَـمَـعَـت

نَــغـمَـةَ الــلّـطـفِ بِــثَـغـرٍ أَلــعَـس

وَتَـلَـونـا الـشّـعـرَ حَــتّـى iiسَـمِـعت

زهـــرُ الأَفــلاكِ صَــوتَ iiالأَنـفُـس

تِــلــكَ أَيّــــامٌ تَــوَلّــت iiكَـالـزُّهـور

بِـهُبوطِ الـثَّلجِ مِـن صَـدرِ iiالـشِّتاء

فَـالَّـذي جــادَت بِـهِ أَيـدي iiالـدُّهور

سـلَـبَـتـه خـلـسَـةً كَـــفُّ الـشّـقـاء

لَــــو عَــرَفـنـا مـــا تَـرَكـنـا لَـيـلَـةً

تَـنـقَـضـي بَــيــنَ نُــعـاسٍ iiوَرقـــاد

لَـــو عَـرَفـنـا مـــا تَـرَكـنـا iiلَـحـظَةً

تَــنـثَـنـي بَـــيــنَ خُــلــوٍّ iiوَسُــهــاد

لَـــو عـرَفـنـا مـــا تَـرَكـنـا iiبُـرهَـةً

مِـن زَمـان الـحُبِّ تَـمضي iiبِالبعاد

قَــــد عَـرَفـنـا الآنَ لَــكِـن iiبَـعـدَمـا

هَـتَـف الـوجدان قُـوموا iiوَاِذهَـبوا

قَــــد سَـمِـعـنـا وَذَكَــرنــا iiعِـنـدَمـا

صَـــرَخ الـقَـبـرُ وَنـــادى اِقـتَـرِبُوا

ومما قاله أيضاً

أَعـطِـنـي الـنّـايَ iiوَغَــنِّ

وَانــسَ مــا قُـلـتُ وَقُـلتا

إِنَّــمــا الــنّـطـقُ iiهَــبـاءٌ

فَــأَفِــدنـي مـــــا فَـعَـلـتـا

هَـل تـخذتَ الـغابَ iiمِثلي

مَــنــزِلاً دُونَ iiالـقُـصُـور

فَــتَـتَـبَّـعـتَ الــسّــواقــي

وَتَــسَـلّـقـتَ الــصُّــخـور

هَــــل تَـحَـمّـمتَ iiبِـعِـطـرٍ

وَتَــنــشّــفــتَ iiبِــــنُــــور

وَشَـربـتَ الـفَـجرَ iiخَـمراً

فــي كُــؤوسٍ مِــن أَثِـير

هَل جَلَستَ العَصرَ مِثلي

بَــيــنَ جَـفـنـاتِ iiالـعِـنَـب

وَالــعَــنــاقـيـدُ iiتَــــدَلّـــت

كَـــثـــرَيَّــاتِ iiالــــذَّهَـــب

فَـهـيَ لِـلـصّادي iiعُـيُـونٌ

وَلــمـن جـــاعَ iiالـطّـعـام

وَهـيَ شَـهدٌ وَهـيَ iiعطرٌ

وَلــمـن شـــاءَ iiالــمـدام

هَـل فَـرَشتَ العُشبَ لَيلاً

وَتَــلَــحّــفــتَ الـــفَــضــا

زاهِــداً فــي مـا iiسَـيَأتي

نـاسـيـاً مــا قَــد iiمَـضـى

وَسُــكـوتُ الـلَّـيـلِ iiبَـحـرٌ

مَــوجُـهُ فـــي iiمَـسـمَعك

وَبِــصَــدرِ الـلَّـيـلِ iiقَــلـبٌ

خــافِـقٌ فـــي iiمَـضـجعك

أَعـطِـنـي الـنّـايَ iiوَغَــنِّ

وَاِنــــــــــسَ داءً iiوَدَواء

إِنَّــمـا الــنّـاسُ سُــطُـورٌ

كُــتِــبَـت لَـــكِــن بِــمــاء

لَــيـتَ شِـعـري أَيّ iiنَـفـعٍ

فـــي اِجـتِـمـاعٍ iiوَزحــام

وَجِـــــــدالٍ iiوَضَــجــيــجٍ

وَاِحــتِــجـاجٍ iiوَخِـــصــام

كُــلُّــهـا أَنـــفــاقُ iiخُــلــدٍ

وَخُـــيـــوط الـعَـنـكَـبـوت

فَــالَّــذي يَــحـيـا iiبِـعَـجـزٍ

فَـهـوَ فــي بُــطءٍ iiيَـموت

ابو القاسم الشابي

الشابي حياة قصيرة زاخرة بالأشعار

أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي شاعر تونسي، وينتمي لشعراء العصر الحديث، أطلع على الشعر العربي القديم والحديث بالإضافة للشعر الغربي وكانت له أرائه الأدبية المميزة، عاني أبو القاسم الشابي من المرض الذي أودى بحياته وهو ما يزال في ريعان الشباب، وعلى الرغم من رحلته القصيرة في هذه الحياة إلا أنه قدم عدد من المؤلفات، بالإضافة لديوان شعر تضمن قصائده التي قدمها خلال حياته.

تميز الشابي بأشعاره الرومانسية، ولغته المشرقة وكان أحد صور التجديد في المدرسة الشعرية الكلاسيكية.

النشأة

ولد أبو القاسم الشابي عام 1909م بقرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية بالجنوب، كان والده محمد الشابي قاضياً تلقى دراسته بالأزهر الشريف بمصر وحصل على الإجازة المصرية، وقد كان أبو القاسم مرافقاً لوالده في جميع المدن التونسية التي عمل بها.

حصل أبو القاسم على شهادة الابتدائية ثم أنتقل إلى تونس العاصمة وهناك واصل دراسته الثانوية بجامع الزيتونة، درس كل من الفقه واللغة العربية وكان دائم الذهاب إلى المكتبة للإطلاع على المزيد من الكتب، فكانت كل من مكتبة قدماء الصادقية والمكتبة الخلدونية هما المكانين الأساسيين اللذان يفد عليهما أبو القاسم ليستقي معارفه فأطلع على الأدب العربي القديم والحديث، والدواوين الشعرية، كما سعى للإطلاع على الأدب الأوروبي عن طريق المترجمات العربية، بالإضافة لحرصه على حضور المجالس الأدبية والفكرية.

بعد أن أنتهي الشابي من دراسته الثانوية قام بالالتحاق بمدرسة الحقوق بتونس وحصل منها على شهادته في الحقوق عام 1930م.

رحلته الأدبية والشعرية

قدم أبو القاسم الشابي العديد من الآراء الجريئة والتي عبر عنها في كتاب ” الخيال الشعري عند العرب” والذي استعرض فيه كل ما أنتجه العرب من شعر، فتحدث فيه عن الصورة الشعرية واضعاً الأمثلة الدالة على ما يذهب إليه الشعر العربي في العصور المختلفة، وعمل على عقد مقارنة بين نماذج من الشعر العربي ومقتطفات من أدب الغرب، وذلك ليثبت أن العرب تمسكوا بالصورة المادية في شعرهم وجعلوا منها محور القول والتفكير وأن الغرب تمعنوا أكثر فيما وراء الماديات مما زاد في الخرافات والأساطير في الشعر والنثر عندهم.

عكف أبو القاسم الشابي على كتابة الشعر والإطلاع على الكتب الأدبية وحضور المجالس الأدبية وعلى الرغم من فترة حياته القصيرة إلا انه تمكن من إصدار عدد من المؤلفات وقدم العديد من القصائد الشعرية المتميزة.

قام بكتابة مذكراته وله ديوان شعر مطبوع بعنوان ” أغاني الحياة”، وكتاب الخيال الشعري عند العرب، وأثار الشلبي، ومذكرات.

تميز شعر أبو القاسم الشابي بالرومانسية وحب الطبيعة، وقد سيطر عليه في بعض قصائده إحساسه بالخوف من الموت ورفضه له فظهرت قصائده محتوية على الكثير من الأسى، وقد دعا أبو القاسم في شعره إلى تأمل النفس وحب الطبيعة، وظهر إحساسه العميق بكل ما يحيط به، وقد تضمن شعره العديد من العناصر فعبر عن الكون والحياة والموت والبشر والحب والمرأة.

مما قاله:

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ iiوالأَعداءِ

كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ iiالشَّمَّاءِ

أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً

بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ

لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى

مَا في قَرارِ الهُوَّةِ iiالسَّوداءِ

وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً

غَرِداً وتلكَ سَعادةُ iiالشعَراءِ

أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها

وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في iiإنْشَائي

وفي قصيدة أخرى يقول

ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه iiالدُّنيا

سَعيداً بِوَحْدتي iiوانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي iiالغاباتِ

بَيْنَ الصّنوبرِ iiالميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا يصرف

نَفْسي عنِ استماع iiفؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ iiوأصغي

لحديثِ الآزالِ iiوالآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ

وأُصْغي إلى خريرِ iiالوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ

والنَّهرَ والضّياءَ الهادي

الوفاة

جاءت وفاة والد أبا القاسم لتكون واحدة من الضربات الموجعة التي تلقاها في حياته، هذا بالإضافة لإصابته بداء في القلب ومعاناته في ظل المرض وملازمته للفراش حتى جاءت وفاته، توفي أبو القاسم الشابي وهو ما يزال في ريعان الشباب عام 1934م /بعمر25 عام/ وتم دفنه بروضة الشابي بقريته.

من قصائده نذكر

أَيُّها الشَّعْبُ ليتني كنتُ حطَّاباً

فأهوي على الجذوعِ iiبفأسي

ليتني كنتُ كالسُّيولِ إِذا iiسالتْ

تَهُدُّ القبورَ رمساً iiبرمسِ

ليتني كنتُ كالرِّياحِ iiفأطوي

كلَّ مَا يخنقُ الزُّهُورَ بنحسي

ليتني كنتُ كالشِّتاءِ iiأُغَشِّي

كلّ مَا أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي

ليتَ لي قوَّةَ العواصفِ يا شعبي

فأَلقي إليكَ ثَوْرَةَ iiنفسي

قصيدة “صلوات في هيكل الحب”

عذبة أنت كالطفولة iiكالأحلام

كاللحن كالصباح iiالجديد

كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ

كالوردِ كابتسامِ الوليدِ

يا لها مِنْ وَداعةٍ iiوجمالٍ

وشَبابٍ مُنعَّمٍ iiأُمْلُودِ

يا لها من طهارةٍ تبعثُ iiالتَّقديسَ

في مهجَةِ الشَّقيِّ iiالعنيدِ

يا لها رقَّةً تَكادُ يَرفُّ الوَرْدُ

منها في الصَّخْرَةِ الجُلْمودِ

أَيُّ شيءٍ تُراكِ هلْ أَنْتِ iiفينيسُ

تَهادتْ بَيْنَ الوَرَى مِنْ iiجديدِ

قصيدة إرادة الحياة

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ iiالحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ iiالقدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ iiينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن iiيَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ iiالحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ iiالمنتصرْ