Archive for 30 جوان, 2014

رمضانيات-اليوم الأول من رمضان-

اليوم الأول من رمضان
+++++++++++++++++++

~§§  الفاتحة(مكية)7  §§~

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}

====================

بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما دققت في كلمة الرحمن و الرحيم و قرأت التفاسير لهما و أغلبها لم يقنعني

–        فلا معنى لتكرار لكلمة واحدة و بهذا الكم  ..فالرحمن شيء و الرحيم شيء آخر

سأحاول أن اقول ما أريد ببساطة لكي لانضيع و بعدها أضيف ما وجدته في بعض التفاسير و هو يقارب ما أقول:

-نلاحظ أن كل آية تبدأ باسم الله ..و هذا يجب أن ينسحب على كل أعمالنا في الحياة…

-و نلاحظ مع كل مرة يذكر فيه لفظ الجلالة- الله -يرافقه دوماً صفتين و هي الرحمن الرحيم مما يدل على أنهما يمثلان أهم الصفات لله؟
-الرحمن: هي تشير إلى فعل الرحمة الذي يلازم كل فعل لله..فخلق الكون رحمة و خلق الإنسان رحمة و عدم وجود خلل في خلق الله سواء للكون أو للإنسان  رحمة—و خلق كل الكائنات و تأمين سبل معيشتها هو رحمة..و تيسير سبل الهدى للإنسان هو رحمة- لذا يطلق عليه الرحمن..فكلمة الرحمن تمثل إعتراف و شهادة بأن الله  لا ينجم عنه شيء إلا ويكون مغلف بالرحمة…
-الرحيم:هي ما بينك و بين الله حيث تعترف بحاجتك لرحمة الله لغفران ذنوبك  و تًقر بأن الله رحيم بك..و كما نعلم الرحمة لا تأتي إلا مع المقدرة و لا تأتي إلا مع العدل و لا تأتي إلا مع الحكمة  و لا تأتي إلا مع العلم و لا تأتي إلا مع……. و بالتالي بقولك هذا تشهد بحكمة و قدرة و عدل  و حكمة ربك…………….و الله المعين
د.عدنان عبود
============
هذا ما وجدته و أعجبني  و يقارب ما ذكرت

الوصفيْن متغايران تمام التغاير:

        -فالرحمن صفة ذاتية هي مبدأ الرحمة والإحسان

        – والرحيم صفة فعل تدل على وصول الرحمة والإحسان وتعدّيهما إلى المنعم عليه.
 ويدلّ على هذا أنَّ الرحمن لم تذكر في القرآن إلاَّ مجرًى عليها الصفات كما هو شأن أسماء الذات: [ قُلِ ادْعُواْ اللّه أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ] [الإسراء:110] [ لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ] [الزخرف:33] [ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـنِ وَلَداً] [مريم:91] [ إنِّى أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ] [مريم:45] [ الرَّحْمَـنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ] [الرحمن:1ـ2] [ الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[ [طه:5] وهكذا

 

أمّا [ الرَّحِيمِ] فقد كثر استعمالها وصفاً فعلياً، وجاءت بأسلوب التعدية والتعلق بالمنعم عليه: [إِنَّ اللّه بِالنّاس لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ] [البقرة:143] [وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً] [الأحزاب:43] [وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ] [يونس:107]، كما جاءت الرحمة كثيراً على هذا الأسلوب: [ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ] [الأعراف:156] [ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ] [الكهف:16]، ولم يُرَ في القرآن تعبير ما برحمانية اللّه[2].

 

وقد نستطيع التعبير عن هذا  بأنَّ كلمة [الرَّحْمَـنِ] هي صفته في ذاته، بينما [الرَّحِيمِ] تمثّل صفته في حركة الرحمة في خلقه. ولعلّ هذا هو المتبادر للذهن من موارد استعمالها؛ واللّه العالم

===============

القرآن يفسر بعضه بعضاً…..

 

اهدنا الصّراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين(الفاتحة 6-7)

=========

الآية الكريمة التالية تفسر معنى الضالين:

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

(الكهف 103-104)

===========================

ماذا فسر بعض الجهابذة كلمة الضالين؟ اعتبروا أن المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى!!!!!و لا تعلم من أين جاؤوا بهذا التفسير الذي ما أنزل الله به من سلطان….

+++++++++++

الضال هو من طلب الحق و ضل طريقة أي حسن النية سيء الفعل……أما المغضوب عليه فهو من علِم الحق و لكن أتبع أهواءه..أي سيء النية و الفعل…أما من هو على الصراط المستقيم فهو من حسنت نيته و فعله….

ملاحظة أخيرة : تردادك اليومي لسورة الفاتحة في كل الصلوات يعني أنك تردد(اهدنا الصّراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين)…فالمؤمن الحق هو الذي يعيد كل يوم تفكيره بما تكون عنده من معتقدات لكي لا يكون من الضالين….و هو أبعد ما يكون عن الجمود العقائدي و عدم مراجعة ما يعتقد به بشكل يومي…

============================

ربنا اهدنا الصراط المستقيم..

د.عدنان عبود

==========

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5}

++++++++++

فقولك الحمد لله رب العالمين هو إقرارك بعبوديتك لربّ واحد خالق كل شيء و هو شكر لله الواحد الفرد الصمد على كل شي…ء فهو/الرحمن الرحيم/ اللطيف الذي تتصف كل اعماله في الكون بالرحمة و الذي هو غافر لخطايانا و رحيمٌ بنا….و الذي هو لا شريك له/مالك يوم الدين/ فلا احد يشاركه الملك…و هو إقرار بوجود قيامة و يوم حساب

إياك نعبد و إياك نستعبن: هو تأكيد على عدم الشرك و العبادة لله وحده فقط ..و نستعين: لا مفر من الله إلّا الله..فبه نستعين على العبادة و به نستعين على الهداية و به نستعين على العمل الصالح و به نستعين على الصبر و الأذى…و منه فقط نطلب المساعدة و الرحمة و المغفرة و الشفاعة و ليس من غير الله

مما تقدم من شرح في هذا المنشور و المنشورات السابقة نجد أن: الفاتحة هي بحق مختصر و ملخص لدستور المسلمين من فهمها و استوعبها و عمل بها…كان على الصراط المستقيم

 

د.عدنان عبود

سورة البقرة/1/
++++++++
الم{1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5}

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ: و لم يقل هدى للعالمين..فهو فيه هداية للمتقين.
*و هذا يجعلنا نعلم أن إظهارنا للحق لا يعني أنّ الجميع سيتبعونه فلا نبخع أنفسنا و نلومها و لا أن نحمل سيفاً و نقتل كل من لم يتبع الحق……..
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً }الإسراء89

 

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56

 

{1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ{3} إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ{4} الشعراء


*و هذا يؤكد أيضاً  على أن  المواظبة على تكرار قراءة القرآن من قبل المؤمنين مهمة جداً… فالقرآن مؤلف من كلمات محدودة لكنّ إشراقاته لا تنتهي و في كل قراءة و تدبر ستكتشف المزيد مما كان خافياً عنك….
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45  و أحد إشراقات كلمة الذكر في هذه الاية الكريمة هي: القرآن= الذكر

 

ما هي صفات الممتقين؟
1- الذين يؤمنون بالغيب : لذا شعار الإسلام الله أكبر ..أكبر من كل تصور و تخيل و معرفة..و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا..صحيح أنّه علينا أن نعمل العقل في كل شيء  و لكن علينا أن نعلم  أنّه بالعقل نعلم أنّ هناك ما يغيب عن إدراكنا العقلي و الحسي لكنه موجود و عدم إدراكه ناجم عن محدودية العقل البشري و حواسنا..فالله يرى بالبصيرة لا البصر..
2-يقيمون الصلاة: الصلاة صلة بينك و بين الله تجعل الله حاضراً في قلبك و تحميك من الزلل و الشطط  و إذا ما وقعت فيهما تكون بمثابة الماء الذي يطّهر الجسد من الأدران…ألا بذكر الله تطمئن القلوب
3-و مما رزقناهم ينفقون
4-الإيمان بكل الأنبياء و الرسل… من آدم عليه السلام و حتى محمد –ص-
5-الإيمان بالآخرة و بوجود يوم حساب

د.عدنان عبود
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

انشغل المسلمون بالدفاع عن مشايخهم و مذاهبهم و رواياتهم و فقههم…… و بالهجوم على الأغيار…و أورثوا عداواتهم لإبنائهم…..و هجروا القرآن الكريم ..كلام الله…..

 

د.عدنان عبود

===============

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45

 

وَإِذَا ذُكِرَ الإسلام وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ مِن دُونِهِ من المذاهب إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ

 

د.عدنان عبود

================

نحو فهمٍ أفضل للقرآن…

لنقرآ الآيات الكريمة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

++++++++++++++++++

(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )

المعنى السائد هو (من لا يطيقون الصيام فقط هم الذين لهم رخصة الفطر ودفع الفدية).

لو بحثت في العربية لن تجد تفسيراً يبرر هذا الإستخدام في العربية و أقصد بأن نفسر يطيقونه بمعنى لا يطيقونه؟!! إذاُ كيف يمكننا تفسير الآية؟

لننظر للآية الكريمة(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) (البقرة 286 ).فكيف لله تعالى أن يفرض الصيام على من لا يستطيع و يفرض عليه دفع فدية لعدم تمكنه من ذلك؟؟….لذلك أقول أرى أن المقصود بالآية الكريمة هو من يستطيع جسدياُ تحمل مشقة الصيام (يطيفونه) و لكن طبيعة عمله الخاصة أو وضعه الخاص يجعل من الصيام عملاً شاقاً مثال ذلك الفلاحون و العمال الذين يعملون أعمال شاقة أو طلاب الشهادات أو الجنود المحاربون….هؤلاء يرخص لهم الإفطار و دفع الفدية و لكن من يصوم يكون أفضل له (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) أما من لا يستطيع تحمل مشقة الصوم جسدياً  فلا فدية عليه لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها و إن تصدق فهو خيراً له… و الله من وراء القصد

د.عدنان عبود

س: و كيف نفهم ” فعدة من أيام أخر ” و علاقتها بقضاء أيام اﻻفطار بالنسبة للمريض او المسافر المشروطة بعدم انقضاء رمضان للسنة التالية واﻻ وجبت الكفارة ؟

ج:من الواضح المقصود بالمرض غير المزمن أي المرض لأيام و السفر لأيام..و من الطبيعي ان يسدد المديون دينه قبل إنتهاء العام و أفضل السداد هو مقابل و مثيل ما اخذت أي الصيام فإن لم تستطع فينطبق عليك قاعدة و على الذين يطيقونه..

=======================

} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ{7} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ{8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ{13}

—-===============

سورة البقرة-متابعة للشرح-

} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ{7}…البقرة

المخاطب بهذه الآية هو الرسول أو المؤمنين الذين ينبرون لنشر دين الله و لكن يتفاجئون برفض كل الحجج و البراهين الساطعة من قبل الكافرين و كأن الله ختم على قلوبهم وسمعهم و أبصارهم ..و الهدف التخفيف من حال الضيق و الإحباط الذي قد يصاب به المؤمن من هكذا موقف

…البعض يتخذ من قوله تعالى ختم الله على قلوبهم.. ليقول :إنّ الله حرمهم الهداية و بالتالي هؤلاء مسيرون لا مخيرون و غير مسؤولين عن أفعالهم..و هنا أقول القرآن آياته مصابيح متشابكة كل آية فيه تنيرها آيات عديدة من القرآن و لا يجوز إقتطاع أي آية من سياق السورة و من سياق القرآن ككل فالقران آياته تفسّر بعضها بعضاً..

و نحن هنا نقول أن الإسلام يقوم على مبدأ أنّ كل شيء في الكون يجري بمشيئة الله و لا يوجد عمل يمكن أن يكون خارج هذه المشيئة فإيمانك بمشيئة الله و كفرك لولا تخييرك و سماح الله لك بالكفر لما كنت قادراً على الكفر

لننظر الآية الكريمة:

{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17….فمن المفهوم الإسلامي لمشيئة الله نستطيع أن نفهم الآية الكريمة فالبرغم من رماية المسلمين و قتلهم لأعدائهم لكن الله تعالى نسب الرمي و القتل له …لإنه لولا مشيئته وسماحه للمسلمين بذلك لما كان تمّ الفعل……

َلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً{24} الكهف

ولننظر للآيات الكريمة التالية التي تبين أيضاً تخيير الهي للإنسان:

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}الشمس

و كذلك هذه الآية الكريمة(وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)145 عمران

 

د.عدنان عبود

 

رمضانيات- 1-اليوم الأخير من شعبان

آخر يوم من شعبان
+++++++++++++
في رمضان…في كل عام…أعيد قراءة القرآن تفكراً و تدبيراً..و في كل عام أكتشف المزيد و المزيد من الحكم و المعرفة…..في حين أنني لم أقرأ يوماً في كتب المسلمين إلا و أكتشفت ثغرات تتسع و تتسع عند التمعن بها…..الحمد لله أنني عرفت الإسلام من  كتاب الله لا من كتب المسلمين……مع إطلالة شهر رمضان..أدعوا الله أن يكون شهر رحمة و تسامح و محبة بين الجميع و أن يكون شهر قراءة القرآن للمسلمين  و التفكر به و تدبره… و شهراً نشُدُّ فيه على البطون جوعاً لا تخمة و شهراً نبتعد فيه عن المسلسلات لا أن نغرق صيامنا في المسلسلات….هو شهر التأمل و التفكر و العبادة و وصل الصلة بمن يحيطكم فلا تضيعوه….تقبل الله  أعمالكم و أدخلنا و أياكم جنان الخلد

 

كل عام و أنتم بخير

كل عام و أنتم بخير

د.عدنان عبود

==========================

د.عدنان عبود
من خطبة الرسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك

 

« أيّها الناسُ قد أقبلَ اليكم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرّحمةِ والمغفرةِ، شهرٌ هو عندَ اللهِ أفضلُ الشّهورِ، وأيامُهُ أفضلُ الأيامِ، ولياليهِ أفضلُ اللّيالي، وساعاتُه أفضلُ الساعاتِ، وهو شهرٌ دعيتُم فيه الى ضيافةِ اللهِ، وجعلتُم فيهِ من أهلِ كرامةِ اللهِ، أنفاسُكُم فيهِ تسبيحٌ، ونومُكم فيهِ عبادةٌ، وعملكُم فيه مقبولٌ، ودعاؤُكم فيه مستجابٌ، فاسْألوا اللهَ ربَّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقَكُم لصيامِهِ وتلاوةِ كتابهِ، فانّ الشقيَّ من حُرِمَ غُفرانَ اللهِ في هذا الشهرِ العظيمِ، واذكروا بجوعِكُم وعَطَشِكُم فيه جوعَ يومِ القيامةِ وعَطَشَه، وتصدّقوا على فقرائِكم ومساكينِكم، وغضُّوا عمّا لا يحلُّ النّظرُ إليهِ أبصارَكم، وعمّا لا يحلُّ الإستماعُ إليه أسماعَكم، وتحنَّنوا على أيتامِ النّاسِ يُتحنّنْ على أيتامِكم، وتوبوا إلى اللهِ من ذنوبِكم، وارفعوا أيديَكم بالدعاءِ في أوقاتِ صلاتِكم، فانّها أفضلُ الساعاتِ، ينظرُ اللهُ عزّ وجلّ فيها بالرحمةِ إلى عبادِهِ، يجيبُهم إذا ناجوْه، ويلبِّيهم إذا نادَوْه، ويعطيهِم إذا سألُوه، ويستجيبُ لهم إذا دعوْه.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183

==============================
سنّة الله 

عندما نقول سنّة أو سنن الله… فإننا نقصد النواميس او القوانين العلمية التي وضعها الله لتسيير ما خلق من سموات و أرض و كائنات بدقة متناهية…. فالله هو العقل الكامل و هو العلم الكامل..بديع السموات و الأرض..

عندما نقول أن (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر.) هي سنّة الله في الأرض التي لا تبديل لها. … ..هذا يعني أن هذه العبارة هي قانون لكل المجتمعات و الإخلال بهذا القانون سيؤدي لفساد المجتمع الذي يخرقه…..فلو كنا في مجتمع يقتل فيه المؤمنين لإيمانهم و يمنعهم من التعبد ..فهذا مجتمع يكون قد أخلّ بأحد سنن صلاح المجتمع و سينتشر الفساد فيه و هذا سينعكس عدم أمن و أمان و سعادة للفرد في هذا المجتمع

…كذلك إن كنا في مجتمع يقتل الكافر و لا يحاول قتل الكفر بالفكر و الحوار و الموعظة الحسنة ..فهذا مجتمع سيتحول لمجتمع فاسد و ستغرق الشوارع بالدماء …..و جزء مما يحدث في منطقتنا الآن هو نتيجة للإخلال بهذه السنّة

 

د.عدنان عبود

===========

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107….

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21….

+++++++++++++++++++

 

محمد-ص- كان رحمة للعالمين….المؤمن الحق الذي يتأسّى برسول الله-ص- هو أيضاً رحمة للعالمين….مظهره يجب أن  يُظهر  نعمة الله في خلقه…حديثه مُعطّر بطيب الكلام..نبرة صوته الهادئة تعطيك الطمأنينة..يعمل على إعمار الأرض و إعمار القلوب و بث الرحمة و الحكمة و المحبة..ظاهره كباطنه..يؤلف لا يباعد بين  القلوب..أعماله خير داعٍ لأفكاره.. لا إنفصال بين القول و العمل..لا يوجد في قلبه كِبَر أو غل أو حقد على أحد…عادل حتى مع نفسه و عدوه……………..فهو كالنسمة العطرة  أينما حلّت تُنعش و تُحيي لا تُميت…

 

د.عدنان عبود

===========

د.عدنان عبود

الدعوة لله- –

 

=========

 

الدعوة لله فرض عين على كل مواطن كما هي الصلاة و الزكاة…و هي ليست

 

 

 

فرض كفاية…و بعكس ما يروج بعض الدعاة بأنها خاصة بطبقة

 

 

 

معينة…و الدعوة تكون كلٌ بحسب إستطاعته المعرفية ..و ما يتوفر له

 

 

 

من وقت…. /لا يكلف الله نفسا ً إلا وسعها/…و الدعوة تكون تحت

 

 

 

شعار/فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر./..لا إكراه في الدين../{ادْعُ إِلِى

 

 

 

سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ

 

 

 

أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125…

 

 

 

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99

 

 

 

و أهم ركن في الدعوة …هي أعمالك…يجب أن تكون أعمالك الحسنة

 

 

 

و الطيبة خير داعٍ لله

 

 

 

د.عدنان عبود

============

الدين واحد من آدم عليه السلام——–إلى محمد عليه الصلاة و السلام

 

الإسلام أعطى رؤية كلية عامة للدين… و عدد أسماء الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن 25 نبي..و ذكر أنّه هناك أنبياء آخرين لم يذكرهم..كلهم أعترف بهم الإسلام و ساوى بينهم في النبوة و مايز بينهم بأهمية الرسالة التي حملها كل منهم….و أطلق كلمة مسلم على كل من آمن بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…….

.{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }يونس90

{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67

..و مع ذلك يأتي بعض الجهلة و يعتقدون أنّ الإسلام قام من الفراغ و ينسى أنّ هولاء الأنبياء و الرسل جميعاً أقاموا ركائز الإسلام… و الإسلام المحمدي ما هو سوى اللمسات الأخيرة الذي أُنهي به  بناء بيت  الإسلام الإلهي …و ما أُتيت إلاّ لأتمم مكارم الإخلاق

د.عدنان عبود

 

=====================

د.عدنان عبود

التفقه بالدين؟

قلت سابقاً أنّ الإسلام لا يعترف بقداسة أو وساطة أحد مع الله و بالتالي لا يعترف بشيء اسمه كهنوت و رجال دين..و لكنه يحترم الإختصاص و يعترف بعلماء دين… البعض يضل الطريق و يعتبر أنه ليس بحاجة لعلماء دين ليشرحوا له…/ فالقرآن واضح و لا يحتاج لشرح و الدين بين و صريح/….

ببساطة أنت يمكنك أن تقرأ أي قصة لأي كاتب و تدخل عالمها..لكنك بالتأكيد عندما تقرأ نقد لهذه القصة من متخصص بالنقد سوف تكون لديك رؤية ذات أبعاد جديدة… فما بالك بالقرآن الكريم الذي لا تنتهي معانيه….

لنحتكم للقرآن الكريم…

هم يستشهدون بالقرآن الكريم على كون الله تعالى ذكر أنّ آياته قد فصلّت و بأنه فيه تبيان كل شيء:

{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3

{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89

عندما يريد أي باحث أن يؤلف كتاب علمي فمن الطبيعي أن يقوم بوضع مخطط للأبحاث التي سيناقشها و التي تشكل الهيكل العظمي لكتابه ثم يقوم بتفصيل و تبيان المواضيع لتتكامل أبحاثة و يتكامل الكتاب…و لكن تفصيل هذا الكتاب لا يعني عدم الحاجة لمختصين لفهم كامل معانيه..فالتفصيل هنا يدل على تكامل البناء القرآني و لا يدل على كون القرآن لا يحتاج لتفسير..

و نفس الأمر تعبير /وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ/ فهو يشير إلى كمال القرآن لا إلى كونه مشروحاً

و لننظر للآيات التي تشير إلى عمق معاني القرآن الكريم:

{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7

الآية الكريمة تشير إلى أنّ التأويل الكلي للقرآن الكريم لا يعلمه إلّا الله …أما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به كل من عند ربنا و ما يذكر إلا أولو الألباب

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ{76} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ{79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{80}…../الواقعة/

لا يمسه إلا المطهرون؟؟

كما قلت في منشور سابق …

نجد أنّ الجملة تشير إلى أنّ المعنى الباطن من القرآن الكريم لا يعلمه سوى المطهرون…

{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122

المفسرون فسروا كلمة ينفرو بأنها للقتال بينما الأصح أن نفسرها ينفروا لأعمالهم في الحياة..فالنفور للقتال هو أمر مؤقت بينما النفور للحياة هو دائم …فتصبح إحدى إشراقات الآية الكريمة أن نقول: أن يختص الناس في مختلف الإختصاصات في الحياة و من كل إختصاص/من كل فرقة منهم/ فئة /طائفة/ تتعمق و تتفقه في الدين /لِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ/

بالمناسبة لا أحد يستطيع أن يفسّر الآيات و القرآن و لكن نستطيع أن نقتبس إشراقات من الآيات..فالقرآن كلمات مغروسة في رحم الزمن تعطي و تزهر معاني جديدة مع تجدد الزمن..القرآن الكريم لوحة مفعمة بالألوان و كلما كنت قارئاً جيداً كلما أستطعت أن تقترب أكثر من فهم بعض خطوطها..و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا

د.عدنان عبود

=================

على المسلمين أن يعلموا….أنه لا نبي بعد رسول الله…و بالتالي كل كلام عن إجتهاد أي عالم مهما عظم علمه و غزرت معرفته و صلحت نيته.. هو إجتهاد سجين غرفة قضبانها الزمن الذي عاش فيه و سقفها المستوى المعرفي لعصره و أرضيتها مجبولة بالإنقسامات التي شقّت صفوف الأمة في عصره…لذا لا بد لنا من النظر في كل الأمور التي وصلتنا من الماضي و نحن مركزين عين على القرآن الذي لا يأتيه الباطل و عين على التطور المعرفي الذي صبغ عصرنا…

و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا

 

د.عدنان عبود

============

الصيام البدني يدخل الجسد في وهن… فيجعلك تعرف النعم التي يحيطك بها الله و التي بسبب الإعتياد لم تعد تشعر بها…و يجعلك تشعر بمن هو محروم من هذه النعم…

 

الصيام يجعلك وجهاً لوجه مع حقيقة أنّ صحتك زائلة مهما عمّرت.. و أن الحياة دار إرتحال نحو دار البقاء.حيث لكل مجتهدٍ محسنٍ نصيب…فتلين نفسك و تصبح اكثر قدرة على تلقي كلمات ربك…كلمات القرآن …

ليكن صيامنا صيام الجسد و النفس و إنطلاقة الروح نحو الكمال

 

د.عدنان عبود

معنى كلمة أمّي في القرآن الكريم

د.عدنان عبود

ماذا تعني كلمة أمّي في القرآن الكريم؟؟
الذين لا يعلمون فسروها عدم القراءة و الكتابة و بالتالي اعتبروا أن الرسول كان لا يجيد القراءة و الكتابة!! …و القرآن صريح و واضح فهي تشير لمن لم يكونوا  يتبعون أحد كتب الله المنزلّة سابقاً  فكانوا بذلك أميين بدين الله الحق ..و الآيات الكريمة الآتية تثبت ذلك:

{فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران20
لا حظ تقسيم الآية البشر لثلاثة أقسام  :الذين اتبعوا الرسول-ص- و الذين أوتوا الكتاب و القسم الثالث الذين ليس عندهم كتاب و أطلق عليهم لفظ الأميين


{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }البقرة78

{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران75

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف158

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2

التوحيد

التوحيد:

التوحيد ونبذ الشرك من أهمّ المسائل العقائدية التي تصدَّرت المفاهيم والتعاليم السماوية على الاِطلاق، ويعدّ أساساً لسائر المعارف الاِلهية التي جاء بها رسل اللّه في كتبهم وكلماتهم
و التوحيد ينقسم أو يشمل:

الأول: التوحيد في الذات

والمراد منه هو انّه سبحانه واحد لا نظير له، فرد لا مثيل له، بل يمتنع أن يكون له نظير أو مثيل، قال سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصير) .(الشورى11)
وقال سبحانه: (قُلْ هُوَ اللّه أَحَد* اللّهُ الصَّمَد* لَمْ يَلِدْوَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد) .(الإخلاص1-4) 

الثاني: التوحيد في الخالقية
والمراد انّه ليس في صحيفة الوجود خالق غير اللّه سبحانه، ولا موَثر سواه، وانّ ما في الكون من السماوات والاَرض والجبال والبحار والعناصر والمعادن والنباتات والاَشجار فهو مخلوق للّه سبحانه، فوجودها وأفعالها وآثارها كلّها مخلوقة للّه تبارك و تعالى.فالشمس وحرارتها، والقمر وإنارته، والنار وإحراقه وغير ذلك من الفواعل والاَسباب كلّها مخلوقة للّه تبارك وتعالى مع آثارها ومسبباتها، قال سبحانه: (قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ القَهّار)( الرعد/16) . وقال سبحانه: (اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلّ شَيْءٍ وَكِيل)( الزمر/62) وقال تعالى: (ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إلهَ إِلاّهُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) .( الاَنعام/102)
الثالث: التوحيد في الربوبية
والمراد منه انّ للكون مدبراً واحداً متصرفاً كذلك لا يشاركه في التدبير شيء فهو سبحانه المدبر الوحيد للكون على الاِطلاق، قال سبحانه: (إِنّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الاَمْر)(يونس 3) وقال سبحانه: (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرونَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَر كُلٌّ يَجْري لاَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الاَمْر) .(الرعد2) 
تجد انّه سبحانه يذكر بعد خلق السماوات والاَرض، تدبير أمر الخلقة، وربوبيَّتها فيُحصره في ذاته فلا مدبِّر ولا ربّ إلاّ هو، فيكون الخالق هو الموجد، والرب والمدبر لاَمر الخلقة ودوامها واستمرارها.
نعم ثمّة سوَال وهو انّه إذا لم يكن مدبر سواه فما معنى قوله سبحانه:(فَالمُدبِّراتِ أَمْراً)(النازعات 5) أو قوله تعالى: (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَة)(الأنعام 61) فانّ الحفظة جمع «الحافظ» وهم الذين يحفظون العباد ويدبّرون شوَون حياتهم،أفهناك تناف بين هذا الإثبات والحصر السابق؟!
والجواب انّ من كان ملمّـاً بحقائق القرآن وعارفاً بلسانه يقف على عدم وجود أيِّ تناقض وتناف بين ذلك النفي وهذا الاِثبات، وذلك لاَنّ الهدف من حصر التدبير باللّه سبحانه هو حصره به على وجه الاستقلال، أي من يدبر بنفسه غير معتمد على شيء.
وأمّا المثبت لتدبير غيره، فيراد منه انّه يدبر بأمره وإذنه وحوله وقوته على النحو التبعي فكل مدبر في الكون من ملك وغيره فهو مظهر أمره ومنفِّذ إراداته. 
وليس هذا بعزيز في القرآن ترى أنّه سبحانه ينسب فعلاً لنفسه وفي الوقت نفسه ينسبه لشخص آخر، ولا تناقض، لاختلاف النسبتين في الاستقلال والتبعية، قال سبحانه: (اللّهُ يَتَّوَفى الاَنْفُسَ حينَ مَوتِها)(الزمر42) و قال: (حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) .(الأنعام 61) 
فالتوفّي على وجه الاستقلال هو فعله سبحانه، وأمّا التوفّي بحوله وقدرته وإرادته وأمره فهو فعل الرسل.
وبعبارة أُخرى: هناك فعل واحد وهو التوفّي، يُنسب إلى اللّه بنحو وإلى رسله بنحو آخر، دون أيّ تناف وتنافر بين هذين النسبتين.

الرابع: التوحيد في التشريع والتقنين
فالحلال هو ما أحلّه الله و الحرام هو ما حرمه الله

الخامس: التوحيد في الطاعة

والمراد انّه لا يجب طاعة سوى اللّه تعالى، فهو وحده يجب أن يُطاع وأن تمتثل أوامره ونواهيه، وأمّا طاعة غيره فتجب بإذنه وأمره وإلاّ كانت محرمة موجبة للشرك في الطاعة، قال سبحانه: (وَما أُمِرُوا إِلاّ ليَعْبُدُوا اللّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّين)(البينة 5) والدين في الآية بمعنى الطاعة أي مخلصين الطاعة له ولا يطيعون غيره.

نعم تجب إطاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمره تعالى، قال سبحانه: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إلاّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللّه) .(النساء64) 

وفي آية أُخرى عُدَّت طاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مظاهر طاعة اللّه وقال: (وَمَنْ يُطِعِ الرَّسُول فَقَدْ أَطاعَ اللّه) .(النساء80) 
السادس: التوحيد في الحاكمية

والمراد منه انّ الحكم على الناس يوم القيامة هو حقّ مختص باللّه تبارك و تعالى،قال سبحانه: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ للّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلينَ) .(الأنعام57) وقال سبحانه: (أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبينَ)( الأنعام62) 

السابع: التوحيد في العبادة

والمراد منه حصر العبادة باللّه سبحانه وهذا هو الأصل المتفق عليه بين جميع طوائف المسلمين فلا يكون المسلم مسلماً إلاّ بعد الاعتراف بهذا الاَصل، وشعار المسلمين الذي يردّدونه كل يوم هو قوله سبحانه: (إِيّاكَ نَعْبُدُ) فعبادة غيره إشراك للغير مع اللّه في العبادة، موجبة لخروج المسلم عن ربقة الإسلام.