فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا ؟؟؟!!!
+++++++++++

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
+_+_+_+_+_+_
لنحاول تفكيك مفردات الآية الكريمة:
زيد مولى رسول الله-ص- و تم إعتاقه من قبل رسول الله-ص-
و تم تزويجه بزينب بنت جحش/ بنت عمة النبي-ص-/ و كما نلاحظ أنها كانت أكثر منه حسباً و نسباً
على ما يبدو أنه كان هناك خلط ما بين الابن و المتبنى و نزلت آية تؤكد أنّ المتبنى ليس كالابن
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40
فعلى ما يبدوا أنّ بعضهم كان قد اعترض على تزوج –ص- بزوجة زيد و تعييره بأنها كانت زوجة ابنه المدعو له بالتبني .
لنتابع الآية الكريمة التي يحاول البعض تشويه صورة نبي الله –ص- بها:
——-
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ…: . واضح من بداية الآية الكريمة التي تشدد على إنعام الله و رسوله على زيد أنها تشير إلى أنّ الوفاء يقتضي من زيد أن يذكر هذه النعمة و يقبل بأي شيء يقول له رسول الله..
أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ: من الواضح أنّ زيد أخبر نبي الله-ص- بنيته تطليق زينب ..فأجابه.. أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ..أي أنّه لم يوافق على أمر الطلاق و كان من المفترض به تذكر نعمة الله و رسوله عليه و أن ينصاع لقول رسول الله-ص- و واضح أنه لم ينصاع و كان عاقداً العزم على طلاقها…زينب بنت عمة رسول الله..و الرسول زوجها بمولاه..و هاهو مولاه يهينها و يطلقها…هناك مسؤولية أدبية على أي إنسان يكون بموقع رسول الله-ص-..
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ : كأني أرى الرسول –ص- مهموماً و يرى نفسه سبّب ألماً لإبنت عمته و يريد أن يصلح الأمر فقرر أن يتزوجها و يرد لها كرامتها…و لكن ….. سيقولون تزوج زوجة مولاه الذي أعتقه ….و سيقولون تزوج زوجة ابنه المدعو له بالتبني ؟…كيف سيواجه هذه الألسن الحاقدة و الجاهلة و هو لم يفعل شيء حرمه الله{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40…و هنا تأتي الآية الكريمة: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ……..
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا:
تستوقفنا كلمة وطر ما معناها بالعربية:
الوَطَرُ : الحاجةُ فيها مأْرَبٌ وهِمَّةٌ . والجمع : أَوطارٌ .
ويقال : قضى منه وَطَرَه : أَي نال منه بُغْيتَه
فما الذي ناله زيد من هذا الزواج؟ . الأمر الأول رغبة جنسية و البغية الثانية هو التزوج من إمرأة ذات حسب و نسب ليعطيه شعور نفسي بأنه ليس باقل من أي إنسان..
و لننظر هنا إلى الفرق بين هذه اللغة التي تشير إلى أن زواج زيد كان قائماً من ناحيته على المصلحة و ليس كالزواج الطبيعي القائم على المودة ..أنظر بدقة لإختلاف التعبير القرآني بين الحالتين {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21..بينما في حالة زيد قال(فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً)

نتابع الآية الكريمة:
لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً:
و هنا الآية الكريمة تعطينا ثمرتين لهذا الزواج:
-لا يوجد حرج في الزواج من مطلقة و لو كانت متزوجة سابقاً من رجل لا قيمة له بالمقارنة معك
-هناك فرق بين المتبني و الإبن الحقيقي و لا يجوز نسب الطفل لنسب الذي تبناه
– طالما أنت على حق و بيّنة من أمرك فلا تخشى الناس و أخشى رب الناس

د.عدنان عبود